بعد انهيار حكم طالبان عام 2001 مع الغزو الأمريكي انسحب مقاتلو الحركة
إلى الاراضي الباكستانية، مسقط رأس الحركة، بسبب الترابط القبلي على طرفي
الحدود بين البلدين، فأعادت تنظيم نفسها وبدأت بشن حرب عصابات مستمرة منذ ذلك الوقت. ولا توجد مؤشرات على قرب نهاية هذا التمرد وهو الأطول الذي تواجهه الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الفيتنامية اواسط سبعينيات القرن
الماضي.
ويرى بعض الخبراء المختصين بالشأن الأفغاني إن الحركة قادرة على الاستمرار في هذا النوع من التمرد وشن حرب عصابات ضد القوات الأمريكية
إلى ما لا نهاية والحركة في وضع أفضل في الوقت الراهن وتحقق المزيد من
المكاسب على أرض المعركة ضد القوات الحكومية رغم الدعم الجوي الأمريكي.
وتنصح
القوات الامريكية في افغانستان القوات الافغانية بالانسحاب من المناطق غير المأهولة والتركيز بدلا من ذلك على مراكز المدن والمناطق ذات الكثافة
السكانية. لكن حتى ذلك فشل على أرض الواقع بعد معارك قندوز التي أبادت فيها
طالبان قطعات من الجيش عن بكرة أبيها.
ومع بروز تنظيم الدولة
الاسلامية في أفغانستان وشنه هجمات دامية عبر انتحاريين مؤخرا في مختلف
المدن، تبدو الحركة الآن أقل تطرفا مقارنة بالدولة الاسلامية وفي وضع
تفاوضي افضل لاقناع الجانب الامريكي برفع العقوبات الدولية المفروضة عليها
بسبب وضعها في خانة المنظمات الارهابية، ومفاوضاتها على انسحاب قوات الناتو
من افغانستان.
وظهرت حركة طالبان في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، شمالي باكستان، عقب انسحاب قوات
الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان. وبرز نجمها في أفغانستان في خريف
عام 1994.
ويعتقد على نطاق واسع بأن طالبان بدأت في الظهور لأول مرة في المدارس الدينية، التي كانت تتلقى التمويل من السعودية.
ووعدت
طالبان التي ينتمي معظم أفراد
تولى زعامة الحركة في البداية الملا عمر، رجل الدين الذي فقد إحدى
عينيه خلال قتال القوات السوفيتية في ثمانينيات القرن الماضي، وفي أغسطس
/آب 2015 اعترفت طالبان أنها أخفت لمدة عامين خبر وفاة الملا عمر. وفي
سبتمبر/أيلول عام 2015 أعلنت أنها اتحدت تحت قيادة الملا منصور الذي كان
نائبا للملا عمر لفترة طويلة.
ولقي الملا منصور حتفه في غارة لطائرة
أمريكية بدون طيار في مايو/آيار عام 2016 ليحل محله نائبه رجل الدين
المتشدد المولوي هيبة الله أخنوزاده.
دخلت طالبان بؤرة اهتمام
العالم عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 على مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة. واتهمت الحركة بتوفير ملاذ آمن في أفغانستان
لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وأعضاء التنظيم الذين اتهموا
بالمسؤولية عن هذه الهجمات.
وبعد فترة قصيرة من هجمات سبتمبر، أطاح غزو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بحكم طالبان في أفغانستان،
لكن الحركة ظلت حية وتقاتل حتى الآن.
ها للغالبية البشتونية ولها وجود قوي في
مناطق البشتون المنتشرة في باكستان وأفغانستان، بإحلال السلام والأمن وتطبيق الشريعة بمجرد وصولها للسلطة.
وفي كلا البلدين، طبقت طالبان عقوبات كالإعدامات العلنية للمدانين بجرائم القتل أو مرتكبي الزنا، أو بتر أيدي من تثبت إدانتهم بالسرقة.
وأمرت
الحركة الرجال بإطلاق لحاهم والنساء بارتداء النقاب. وحظرت طالبان مشاهدة التلفزيون والاستماع إلى الموسيقى وارتياد دور السينما، ورفضت ذهاب الفتيات
من سن العاشرة إلى المدارس.
ونفت باكستان مرارا أنها هي من أسست طالبان، لكن لا يوجد شك كبير في أن العديد من الأفغان، الذين انضموا في
بادئ الأمر إلى صفوف الحركة، تلقوا تعليما في المعاهد الدينية في باكستان.
وكانت
باكستان أيضا واحدة من ثلاث دول فقط، بالإضافة إلى السعودية والإمارات،
اعترفت بطالبان حينما وصلت للسلطة في أفغانستان في منتصف التسعينيات وحتى عام 2001 وآخر دولة تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طالبان.